الجمعة، 5 أغسطس 2011

صيف بلون الورد


صيف يمر يخلفه آخر , التفاصيل وببراعة تتكرر دون ملل منه , بعد ذهاب الشتاء وحلول الربيع تمتلئ الحدائق بألوان مختلفة من الورود والزهور , لتزداد هي بهجة ورونقاً كزهرة من أزهار البستان , تسير متفردة بذاتها ومع حلم قد لا يكون مستحيل ولكنه ممكن .

في طريقها من المنزل للجامعة , تتناثر أكشاك الورود ممتلئة بأصناف وأشكال مختلفة من الورود ,تنظر إليها مبتسمة , وتهامس نفسها "قريباً" .

نفس التفاصيل تحدث كل يوم ذهاباً وإياباً ونفس الكلمة تتكرر , ولكن في يوم من الأيام قررت أن تقترب من كشك الورد , وبالفعل قد حدث , ترجلت وصوت خطواتها ينم عن نية واضحة وصريحة بل قوية " اليوم هو قريباً" وإذا بها تنتقي الوردات الحمراء كحمرة خجلها ولكن كانت يداها تقترب مرة من الورد ثم تتباعد مرات , إنها مترددة , "ولم لا فأنا أحبه " ,

نظرت إلي الأفق لتراه مزين بالسحاب الأبيض , لمعت عيناها بقطرات ماسية من الدموع , تركت الورد وخرجت مسرعة حتي لا يري أحد تلك الدموع, خطواتها متلاحقة تسابق نسمات الهواء التي تداعب وجنتيها والتي جففت القطرات الماسية سريعاً ولكنها لم تضيع إحمرار عيناها .

"أنا أحبه ,ولكن سأنتظر"

تتصف برومانسية كلؤلؤ البحر , محفوظ في صدفات لا يراه إلا من يرغب وينقب عنه , لا تظهرها لأحد من حولها , خوفاً من تمتات يقولها البعض " رومانسية , الله يرحمها " .

آثرت الإحتفاظ بها لنفسها وله , فهي تعلم أنه يشبهها ولم لا ,فهي الأخري توأمه , عندما تراها تري براءة في عينيها ,طفولة ملامحها , تحادثه دوماً عما تحبه , تتمناه , يضايقها ,يستفزها , وتقول له " أعطيتك كتابي حتي تدركني " وعندما يهم بالكلمات ,تشير له "أصمت , دعني أقرأ كتابك بنفسي " .

تحادثه كثيرأ عن ابنائهم وكيف أن عليه أن يكافئهم لتفوقهم وإلا ستغضب منه , تنظر إليه وتبتسم تلك الإبتسامة الطفولية كعادتها , ليبتسم لها ثم يعلو الأفق ضحكات ممزوجة بالأمل .

إنتهت المحاضرات ويوم طويل بل مرهق , تغلبت عليه بحديثها معه , في طريقها للمنزل نظرت إلي كشك الورد , والزهور التي كانت تنتقيها ,ثم استدرات لتستقل المواصلات .

وصلت للمنزل , واستقبلتها أمها بخبر " جاء من يتقدم إليك , والميعاد يوم الخميس " , تبسمت "ولم لا " .

أنهت ماعليها من إلتزمات وواجبات , ثم أخدت تقوم بتحضيرات لإستقبال زوار يوم الخميس .

مرت الأيام وجاء الخميس , جلست وكانت أميرة الجلسة , أخدا يتحادثان , تعالت ضحكات , ونظرات أختلطت بحمرة خجل ,أنتهت الزيارة , وتمت الإستخارة وحدث القبول وتعالت الأفراح .

جاء لزيارتها مرة أخري بعد تلقي خبر الموافقة , فتحت له الباب ولم تره عندما فتحت له ولكن .............رأت تلك الوردات الحمراء بل أجمل, ورددت لنفسها " لم يعد قريباً بل الآن " , أخذت منه الورود وأحتضنتها طويلاً كطفلة فرحة بفستان العيد .

"أحم أحم " قالها لتنتبه إليه , " سوف أغار من تلك الورود " نظر إليها معاتباً ومتبسماً .
أخذت تحكي له عن الوردات الحمراء التي كانت تنتقيها وعشقها للورود , ولكنها كانت تنتظر أن يحضره هو لها وعن أحاديثها معه وضحكاتهما سوياً .

أخذ ينظر إليها طويلاً صامتاً ثم قال لها " وما لون الصيف الآن ؟؟"
صمتت لبرهة ولازالت محتضنة الورد ثم قالت " إنه صيف بلون الورد
وتساقطت من عينها ماسة ولكنها فِرحة.



نشرت في مجلة فورورد الالكترونيه 
http://www.facebook.com/forward.magazine


ولمتابعتي ع الصفحة الخاصه من هنا
http://www.facebook.com/mmlketelkhaial

هناك 5 تعليقات:

فجر نادر يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
فجر نادر يقول...

ما شاء الله علي هذه الاحرف الماسية وصاحبتها التي زينت بهاعيني وقلبي وفكري والتي ارتقت بي في دنيا الابداع وسمت بي في سماء الاحساس الراقي..
وفقك الله لمزيد من الابداع

أميرة تنحت عن العرش مؤقتاً يقول...

اللهم امين فجر نادر و فنادر من يقيم الكلام مثلك حبيبتي ف الله

اللهم امين وفقنا الله لما يحبه ويرضاااااااه يااااااااااارب

فجر نادر يقول...

السلام عليكم استاذه منار..تحياتي الي صاحبة القلم الرائع ..اقدم لك هذه الدعوة لزيارة علي مدونتي المتواضعة التي اتشرف بطلتك عليها..
http://fajrnadir6.blogspot.com/

أميرة تنحت عن العرش مؤقتاً يقول...

ربنا يكرمك يارب يا فجر .....عيوني

انتي الي شرفتيني بهيك طلة ^ ^