الثلاثاء، 19 أبريل 2011

رؤوس أينعت ....ويتم حصادها ...2


في الجزء الأول من المقال ...تعاملت مع موقف الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك بحيادية تامة ,لم أتعامل مع الموقف من جهة الشماتة أو حتي التشفي , بل من جهة إنسانية بحتة , كيف لشخص إذا أمر يطاع , والكل له في الإنتظار , بل التبجيل والإحترام ربما يكون حقيقي أو حتي مفتعل , المهم أن الكل يظهرله ذلك الإحترام,والآن أصبح ذليل لفراش المرض والمحاكمة . 
في المقال السابق كنت أخاطب ضمير كل شخص ,ليس فقط مبارك, فداخل كل شخص منا مبارك , ربما سنحت له الفرصة ليظهر ,وربما لا ...ولكن العبرة بالنهاية .
ومن أكثر التعليقات التي وصلتني  وزادتني بهجة علي رغم ما أصابني من ألم جراء كتابة المقال , تعليق من مدرب التنمية البشرية الشاب "وائل الكميلي " والذي أسعدني في تعليقه تلك الكلمات"أختي الكاتبة الرائعة حقاً أشكرك جزيل الشكر ليس فقط على تلك الدعوة التى أسعدتنى لقراءة ذلك المقال بل لإنه الأول منذ بدء الثورة الذى أثق فى كلماته وأسعد بإستكماله ,ليس ذلك فحسب فالأجدى بى أن تعرفي أن مقالك ذلك غيّر فى ما لم تستطع هتافات الملايين فى ميدان التحرير تغييره ,وهو حبى لشخص مبارك رغم إعتراضى عليه كثيراً ورغم أننى قد أضررت بسبب إعتراضاتى هذه لكنى كنت دائماً أنظر إلى النصف الملأن من الكوب وأنا وإن كان حقاً يستحق أن ننظر إليه فهناك نصف آخر يجب وأستطيع أن أجزم أنه فرض عين أن ننظر إليه, هذا كونه ليس ملكنا نحن ,بل ملك الفقراء والمظاليم الذين كثروا فى عهده ,أحببت مبارك ولازلت وهو أمر ليس بيدى فالله من يملك قلبى, أحببته فى لحظة أن رأيته يهرول ليرفع علم البلاد فوق طابا الحبيبة ,وكانت المرة الأولى لى أن أشاهد الأخبار فى التلفاز فلم أكن أتجاوز التاسعة من عمرى ,أحببته حين صدقته عند ما سمعت الأصوات الضعيفة والنظرات الأليمة فى عيون إخوانى فى الشوارع عارضة بحبه منذ عام 2001, والآن أشفق عليه كثيراً وأتمنى من الله أن يغفر لنا جميعاً وأن يغفرله ,أشكرك كثيراً على ما فعله بى ذلك المقال الثرى العاقل المنصف حتى لشخص مبارك الرئيس السابق".
وهنا أنتهت كلمات أستاذ وائل الكميلي ,أشكرك جزيل الشكر علي عبير كلماتك أستاذي الفاضل ,فهي تحمل بين طياتها معانٍِ كثيرة ,منها الوفاء بالجميل , وشجاعة الإعتراف بالرأي , شكراً لك أستاذي فقد علمتنا الكثير في القليل من السطور والكلمات ,وشكراً لثقتك بقلمي أيضاً , إنه لأمر يشرفني . 
وأيضاً من التعليقات التي أسعدتني ,ليس فقط مجرد تعليق , إنه مقال نقدي علي ما كتبته للكاتب المتميز "محمد البرقي "  في مقاله 
"تعدد الرؤساء..لكن الشعب واحد(تعليق على مقال منار محمد فوزى)" ,والذي كان فيه قراءة متميزة للمقال , بل مثمرة أيضاً ,
والذي سوف أتعرض فيه لبعض الكلمات لأوضحها ,وأيضاً بعض التساؤلات لأجيب عنها .
كتب البرقي " الغريب الذي أراه دائماً أن مبارك هو الملام الأول علي 99% من مصائب الكون تقريباً ,وهذا لاينفي قطعاً مسؤليته بحكم أنه ولي الأمر " ,أريد أن أوضح نقطة ولكن ليس علي مستوي رئاسي أو الدولة , ولكن علي المستوي الأسري , فلتتخيل معي , أسرة مكونة من خمس أفراد , الأب غائب في العمل أو في ملاهي الحياة , ويأتي ليسأل زوجته عن حال المنزل والأولاد-كلما تذكر- وفرضاً أنه كان خللاً يصيب أولاده أو بيته أو حتي زوجته , من الملام هنا ,سأكون أكثر تعمقاً ,من الملام الأول والمسئول أمام الله عن تلك العائلة , الأب , نعم هو الأب ولي أمر الأسرة , والآن لنعمل علي إتساع الدائرة من أسرة , لعمل , وحتي تصل لمنظومة الدولة .
ذلك ما كنت أتحدث عنه , أن كل شخص في وضع مسئولية , هو محاسب بلا شك علي ما يحدث تحت إمرته وذلك إستناداً لحديث  نبوي شريف ,روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته , الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته ] صدق رسولنا الكريم.
وللإجابة عن السؤال "لكن هل أعتقد أن مبارك سيحاكم فعلياً ؟ هل سيتم إتخاذ إجراءات ضده فعلياً تشفي غليل الشعب؟؟"
, أتمني أن تقرأ السطور القادمة ....
العبرة في ذلك الحدث الرهيب أنه أي شخص في وضع مسؤلية سوف تسول إليه نفسه أن يتلاعب من منصبه ويستغله لصالحه ولتحقيق مطالب شخصية , سوف يتذكر دوماً ما حدث لمبارك وحاشيته, ويفكر مرة بل الآلاف قبل أن ينفذ أو حتي يدبر .
الذي حدث لآل مبارك ورموز النظام السابق , ليس بالقليل , فإنه هزة لعرش الظالمين , تذكرهم بأن حتي لو طال الزمان بهم وبظلمهم فلكل ظالم نهاية وبعد كل مسرحية يسدل الستار ويصفق الجمهور,لو أعجبتهم الأدوار , أما لو حدث العكس فإنها تكون نهاية حياتهم , أو أنه يتوجب عليهم إعادة الحسابات .
وحتي إن لم يتم محاسبة مبارك , فيكفي أنه ذاق مرارة الذل والسجن والعيش بين حراسات أمنية ,ليست لحراسته من الأعداء, لا بل تخوفاً  من هربه من المحاكمة.
الأيام القليلة القادمة سوف توضح لنا إجابات وتساؤلات عدة ,ولكن تبقي العبرة بالنهاية .
وأخيراً أشكرك يا محمد علي تلك الكلمات الرائعة وإن شاء الله سوف أكون علي قدر العشم , وأظل منارة تشع كلمات منها , مثمرة وتفوح منها معان الأمل والحفاظ علي وطننا ومحاربة كل ظالم فاسد .
وأخيراً وليس آخراً , أقدم كل الشكر والتحية لكل من ساند قلمي وشجعني علي الإستمرار .........................:)


لقراءة الجزء الأول من المقال ....أضغط هنا ...
http://manarmohamedfawzy.blogspot.com/2011/04/blog-post.html


ولقراءة المقال النقدي ....أضغط هنا  ....
http://mhmdbrqi.blogspot.com/2011/04/blog-post_14.html