الخميس، 14 أبريل 2011

رؤوس أينعت ....ويتم حصادها....1

في بداية الأمر أحب  أن  أوضح أمراً قبل أن تستغرق في قراءة باقي كلماتي , فإذا كنت من متابعي قلمي فأعلم أن تلك المرة كلماتي مختلفة عن سابق عهدها , وإن كانت تلك أول مرة تقرأ  كلماتي  فأريد أن أبوح لك سراً , أنه قد يصيبك دهشة مما تقرأ أو حزن يمس القلب ولكن  هذه ليست طبيعة ما أكتب فأنا بالأغلب أبث الأمل في كلماتي لمن يقرأها ,فلست من هواة رسم ملامح الكآبة والحزن علي قارئي العزيز ,بل أترك تلك الأبتسامة الملونة بالأمل ولكن عذراً قارئي العزيز ,فاليوم يوم مختلف وأيضاً كلماتي تحمل طابع مختلف ...
توضيح كان لابد منه ...
اليوم هو صباح يوم الخميس يوم الرابع عشر من أبريل عام ألفان وأحدي عشر ميلادياً .........اليوم التالي لصدور خبر إستدعاء الرئيس السابق ونجليه علاء وجمال مبارك للنيابة وحبسهم علي ذمة التحقيق .
أعلم كم أن هذا الخبر مفرح بدرجة لا يتصورها عقل ولا يستوعبها قلب ولكن أنا لن أتحدث عن الخبر  وكيف أن هذا الخبر كافي بشفاء غليل كافة طوائف الشعب المصري والعربي الذي تأذي من النظام السابق ,عدا أصحاب متلازمة" سكوتهولم " والذين يتوجهون لميدان مصطفي محمود , علي الرغم من  إعتراضي لنهج تفكيرهم ورؤيتهم , لكن علي أن أحترمهم أيضاً وذلك لأن الديموقراطية التي أخترت أن أعيش تحت ظلالها توجب علي ّ أحترام الآخر بمميزاته وعيوبه , بتوافق وإختلاف أفكاره معي ...رواد مصطفي محمود ...لكم الله
في صباح اليوم ومنذ نصف ساعة تقريباً شاهدت علي موقع "الفيس بوك" الإجتماعي تسجيل لإحدي المواطنين وهو يسجل لحظة دخول نجلي الرئيس المخلوع في مجمع المحاكم خلف مستشفي الهرم بشرم الشيخ ,والله كم أن هذا الخبر أراح صدري وعقلي ...حمداً لله , ولكن ما أدمي قلبي بالفعل هي تلك الهتافات التي كان يرددها جموع الشعب المنتظرين أمام المحكمة وهم يرددون ويهللون هتافات تشفي صدورهم من غل وظلم ذاقوا طوال ثلاثين عاما , وما قالوه " يا حرامي " , و "أحبسوه أحبسوه " , " هاتوله بوكيه ورد يا رجاله عشان يدوه لبابا حسني " , " الحرامي اهوه الحرامي أهوه " , وغيرها من العبارات التي تحمل طابع الفكاهة المصرية  التي نتمتع بها نحن المصريين .
وبنظرة أعمق للموضوع وبرؤية ما وراء الأحداث أنتقل بذهني وتفكيري لحال مبارك ونجليه , أكن لهم شعور متناقض الفرحة بما حدث لهم والشفقة عليهم لما كانوا فيه من غيب في العقل والتفكير , شعور بالشفقة يتملكني ويتملك قلبي وويشتت تفكيري , أحاول أن أفكر علي نفس شاكلتهم , أعلم أنهم يتديون بديانة الإسلام والتي تحث علي الأمانة وأن الحاكم وصاحب المنصب سوف يحاسب علي كل كل شئ يحدث ببلاده وما يحدث تحت إمرته ,وليس فقط الإسلام بل كل الديانات السماوية التي أرسلها الله للأرض مع رسله أوصت بذلك , إذن فلا خلاف علي نقطة العدل والمحاسبة أياً كانت ديانتك ....
لماذا فعلت ذلك أيها المبارك ونجليك ,لماذا نسيت أن هناك ديان والديان لا يموت وأنك سوف تحاسب علي كل عثرة بل كل فم جائع وبطن خاوية , سوف تحاسب علي كل طفل استيقظ من نومه ولم يجد والده يقبله كل صباح وذلك لأنه معتقل وبلا ذنب,آه أسفة ..بل ذنبه من وجهة نظر شريعتك أنه أطال لحية أو أمر بمعروف ونهي عن منكر , وهذا خلاف شريعتك التي إبتدعتها لتسير حكمك في ملكك الزائف , سوف تحاسب علي كل جنيه بل كل قرش تم إهداره في مناقصات واستثمارات هاوية منذ البداية ولكنها تخدمك وتخدم حاشيتك المصونة, سوف تحاسب علي كل قطرة دم سالت علي طرق السفر , علي كل شاب وفتاة ضاعوا في دائرة الإدمان ,علي كل رذيلة تحدث ببلادك وعلي مرأي ومسمع منك ولكن كانت لها منظور آخر من وجهة نظر أعوانك أقصد عصابتك والتي تهدف لتنشط السياحة آسفة رئيسي المخلوع علي حال بلادي , فأصدقائي بخارج بلادي كانوا لا يريدون النزول لبلدي لأن ما وصل لهم من إعلامنا المبجل وأفلامنا الراااااائعة علي أن مصر بلد ........لا أستطيع أن أقول تلك الكلمة علي بلادي, أشعر شعور شفقة لما آل إليه تفكيرك ونظامك بنا إلي دول العالم الثالث بل  والأدهي أننا فقدنا هويتنا ودورنا العربي  في قيادة العالم العربي , فأنقسمت السودان , ونزفت ولا تزال تنزف أرض فلسطين وتم غزو العراق ولا تزال تعاني الأمرين ,والبقية تأتي وتدهورت علاقتنا بأخواننا وتوطدت بأعدائنا .
ألم تفكر بكل هذا من قبل , ألم تحاسب نفسك يوماً قبل أن تنام , ألم تشعر بوغزة في صدرك من تأنيب ضمير , ألم تسمع في أذنيك صرخة طفل أو سيدة  وهي تردد حسبي الله ونعم الوكيل تلك الكلمات التي تكفي بهز بل زلزلة وجدان أي فرد يخاف أو حتي يعلم أن الله يري ,وكم من مريض بالسرطان أصيب وتوفي نتيجة إطعامه بتلك الأطعة والخضر والفاكهة المسرطنة .والكثير والكثير مما لا يتحمله قلم أو مقال .
رئيس مصر السابق المخلوع المحبوس , ألم تفكر يوماً بظلمة قبر بحساب ملكين , بنار تكوي وتشوي الأبدان ,ربما تصل تساؤلاتي لك وربما لا ولكن سوف تظل تلك التساؤلات تجول بخاطري  حتي أعرف لها جواب .
مبارك ....هذا اسمك ,نعم ...والآن أنتقل لحاشيتك وخدمك وبطانتك البلهاء ,خاوية العقل والقلب , كلاب لاهثة وراء عظمة السلطة والمنصب وآمال الجاه والسلطان ,آه كم يشمئز صدري كلما تذكرتهم  , يكنون لك كل العطاءوالوفاء وإبتسامة عريضة بلهاء ,يخفون عنك أخبار بلادك العصماء ولم لا , فأنت السلطان أو الملك أو الرئيس أو ربما جمعاء .
إحساس مؤلم بأن تكون عبد لشهوة مال وسلطة وجاه ودنيا وخلود ولا تفكر بالفناء , ولكن هناك غيبة تفكير ,رحمكم الله .
وفجأة  تجد نفسك بعد علو منصب وجاه وسلطان وأمر يطاع وتكون من علية القوم والكل في خدمتكم يكون , تجد نفسك أسفل سافلين , بل وليس فقط فقدت مال وجاه وسلطان ,بل فقدت إحترام ذات وإحترام الناس من حولك لشخصك بل أنهم فرحون لما حدث وتعلو مشاعرهم التشفي منك لما فعلته سابقاً بهم .
ولكن حمداً لله ........فلقد أراح الله صدورنا وأشفي جراحنا بأنه أمهل ولم يهمل , لم ينسي وكيف ينسي الله ظلم عبد لآخر والله حرمه علي نفسه وهو العدل سبحانه , والآن فالرؤوس بعد أن أينعت ونضجت وخرجت منها رائحة الفساد , والتي لم يعد يتحملها كائن من كان ,يتم حصادها بل حرقها ونفيها وإعدامها فهي أصبحت رؤوس فاسدة لا نفع منها ولا أمل من بقائها .
سبحان الملك العدل ...سبحانك ربي فاليوم يوم عظة لكل نفس فتنتها الدنيا وشغلها المال ,وعثت في الأرض فساداً , أفيقوا قبل فوات الأوان فاليوم يوم الكبار وغداً تلتفت إليكم الأنظار .
أقولها لنفسي قبل أن أقولها لكم ...اليوم أيتها الفتاة دمعت عيناك وأقشعربدنك علي حال أشخاص آلت بهم فتنة الدنيا إلي أسفل سافلين , فما كتبيه من كلمات , محسوب عليكِ ليوم الدين,فأياك وأياكِ من ظلم نفس بشر أو حتي حيوان وأياك ِ من فتنة الدنيا والمنصب والجاه وأعلمي أن الدنيا فانية ولا يبقي سوي الأعمال . والله علي ما أقوله لنفسي لشهيد .
بلادي ....أحبك حبك جماً والله وحده يعلم كم أنني  دافعت عن خيرك الموجود من قبل وأنك أم البلاد لا يهمني من يصدقني القول أو يكذبني أو يقول لي أنتِ صاحبة إدعاء , يكفيني صدقي أمام ربي ونفسي ,أما باقي العباد فلا يهم فليصدقني من يصدقني ويكذبني القول من يشاء.
بلادي آسفة لما حدث لكِ ولكن تم ما كنت أحلم به ويتم محاسبة رؤوس الفساد ...بلادي سامحيني , فأمس كنت مكبلة الأيدي ومكممة الفم ولكن اليوم فلا وألف لا ....
بلادي ....بارك الله فيكي وكيف لا يبارك  وقد ذكرك سبحانه بالقرآن , بلادي مصر ......أحبك  .....وأفتخر أنني مصرية معاصرة للثورة...:)
وبس كده ............:)))









هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

المشكلة ايتها الاميرة ان هؤلاء قوم علمهم بالاخرة انهم لاجنة لهم فيها فهم يعبّون قدر المستطاع من الحياة الدنيا..
اعجبتني جملة عدا أصحاب متلازمة" سكوتهولم " والذين يتوجهون لميدان مصطفي محمود ,

لذا ساخبرك برأيي هؤلاء اناس يعرفون ان جنتهم الارض..دمت بود

محمد البرقي

هبه سامى يقول...

رائعه انت دائما يامنار فى تعبيراتك ووصفك
لماذا فعلت ذلك أيها المبارك ونجليك ,لماذا نسيت أن هناك ديان والديان لا يموت
لكنك كما قلت الديان موجود
افعل ماشئت كما تدين تدان

أميرة تنحت عن العرش مؤقتاً يقول...

محمد البرقي : اسعدني مرورك الكريم
سبحان الله يا محمد .....عجبت لهؤلاء القوم وبشده

أميرة تنحت عن العرش مؤقتاً يقول...

هبه : انتي اروع بمرورك الكريم ^ ^

دمتي بود وتألق

Wafaa Abdel-Hady يقول...

"و عزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين"
انها دعوة المظلوم بل المظلومين ممن ذاقوا الهوان اعواما
انه عدل الله في الارض ،،

اسلوب رائع و قوي جدا :))
والاهم انه محايد ،،
اتمنى لك التوفيق
و في انتظار المزيد