الأحد، 13 مارس 2011

تنهيدة شتوية

تنهيدة شتوية
.....................
ترك ..ترك...ترك ....ترك
صوت قطرات المطر
يخترق ذاكرتي وكياني
يعيدني إلي أجمل أيامي
مثل تلك ما تسمي آلة الزمن
أسترجع ذكرياتي ...رائحة المطر تخترق أنفاسي
أراني وأنا طفلة
عمري لم يتعد أصابع يديّ
قطرات المطر تداعب وجنتيّ
وأنا أبتسم لها
أبسط راحة يديّ...لأتلقاها واحتضنها بعينيّ
آآآآآه ....كم تمر الأيام سريعة
اتذكرني وأنا أتلفت يميناً ويساراً
ليس بحثا عن مأوي
ولكن بحثاً عن قطرات أمطاري
بيني وبين الطبيعة عشق خاص
أعشق كل تفاصيل الحياة
أحب قطرات المطر .....آثارها علي الجدران
رائحة المطر ...رائحة الشتاء ...صوته الخلاب
شروق الشمس بعد غياب
كملكة يوم تتويجها علي عرش السحاب
قوس قزح الخلاب ..وأساطير وغموض يحيط بمنتهاه عن كنزه الذهبي
ذكريات إجتاحتني لمجرد أن داعبتني قطرات المطر وأنا أجلس في شرفتي
أراقب عصافير السماء وهي تبحث عن غذاء
سبحان البديع الخلاق الرزاق
يرزق من يشاء وبغير حساب
أري عصفور يخرج من مأوي له
يترقب حال السماء
صوت الزقزقة ...تبعث في نفسي السعادة
أراقب العصفور وهو يسير ..أقصد وهو يقفز تلك القفزات المضحكة للغاية
يبحث عن طعام له ولصغاره
وفي طريقه يقابل الحمام
سبحان الله ......
نوح الحمام .....فيه شجن جميل
تشعر وكأنه يبلغ رسالات ورسالات
أنظر إلي جسده .....آراه منتظم الريش
سبحان الله البديع الخلاق
تذكرت وأنا طفلة
كنت أداعب العصافير والحمام
أركض ورائهم ......لألحق بهم
وأراقب طيرانهم هربا مني
كنت أريد أن ألعب معهم ....ليعلموني الطيران
آآآآآه من صوت طيرانهم
لا يزال في اذنيّ ....يداعبني
وفي تلك اللحظة قررت العودة لطفولتي
 ولم لا .............الأمر بيدي
ركضت وراء العصفور
وكالعادة ......أتخذ قرار الطيران
ولكن هذه المرة لم أكن أريده أن يعلمني الطيران
بل يعيد إلي طفولتي
وبالفعل.... حدث المراد
أستعدت طفولتي التي لم افقدها يوماً....رغم شبابي
خرير الأمطار ....زقزقة العصفور ....نوح الحمام
أصوات .....قد تكون مجرد أصوات
ولكنها بالنسبة إلي .........طريق إلي ذكريات
وأطلقت تنهيدة طويلة .....تنهيدة شتوية
أختلطت سخونتها ببرودة الهواء
كعادة أجواء الشتاء

ليست هناك تعليقات: